سرد الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد، من خلال مقطع الفيديو المنشور على صفحته الرسمية على موقع "يوتيوب"، لمشاهديه ومتابعيه قصة مؤثرة لابن الشهيد الحي، مطالبا بتعلم الرضا بقضاء الله وقدره من هذه القصة والمشاعر المبكية.
يقول "خالد" إن «منزلة الرضا هي عبارة عن الشعور بالرضا والطمأنينة في قلب المسلم، فيرضى العبد عن الله، ويسلم لقضائه وعطائه، فيرضى الله عن العبد ويحبه، ويقربه، فيصل إلى منزلة الإحسان»، واصفًا الرضا بأنه «سر من أسرار السعادة وراحة البال، والهدوء»، مشيرا إلى علامات الرضا، ومنها أن يكون القلب مطمئنًا، وأن تجد الوجه مرتاحًا، والابتسامة دائمًا عليه.
وأفاد الداعية الإسلامي بأن الرضا يُغني الإنسان عن المهدئات والأدوية، وزيارة الأطباء، ويرفع عن الإنسان المسلم الألم وضغوطات الحياة، فيكون دائمًا راضيًا بكل ما يحدث له، مؤكدًا أن «الرضا ليس معناه عدم الطموح، وإنما يكون لديه طموحًا للمستقبل، ولكنه راضٍ بما هو فيه اليوم؛ فالرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العابدين».
واستضاف خالد، الشاب أحمد قدري، نجل اللواء طيار اركان حرب محمد قدري بطل حرب أكتوبر 1973، قائلًا: «أشْرُفُ اليوم أنني في استضافة إبني أحمد قدري، والذي جمعتني به معرفة شخصية منذ كان في الصف الأول الجامعي، وأضحى اليوم متميزًا في عمله الفني، وأصبح مصورًا كبيرًا رسم اسمه بين أفضل المصورين في مصر».
وعبر قدري، عن سعادته باستضافة خالد، قائلاً إنه «من الأشخاص الذين تركوا أثرًا كبيرًا في حياتي، ومن أوائل الناس الذين دعموني وصدقوا موهبتي وكان هذا دافعًا كبيرًا لي في نجاحي في حياتي العملية اليوم، وأرى أن سر النجاح أن يصدق الشخص حلمه ويسعى لتحقيقه، ويكون على يقين، أنه سيصل إلى هدفه مهما واجهته من صعوبات».
وأردف قدري: «مشروع تصوير أشخاص في برنامج «بسمة أمل»، كان من أفضل المشاريع التي نفذتها في حياتي واستشعرت فيها حقيقة الرضا، عندما قمت بتصوير أشخاص حول العالم وهم يبتسمون فرحًا، فظهرت مشاعرهم وأرواحهم في الصورة من خلال ابتساماتهم، وعندما تأقلمت أرواحنا مع بعض سقط عنصر اللغة وتحدثت الوجوه وهذه هي الصور التي التقطتها، ومن يريد معرفة إن كان قلبه أبيضًا راضيًا، أم لا عليه أن يذهب إلى أي طفل ويحاول أن يضحك معه، فإن تقبله الطفل بحب وابتسامة وتفاعل فقلبه أبيضًا، نقيًا؛ لأن نفوس الأطفال نقية صافية لا تقبل إلا الصفاء، وأفضل المقولات التي أحبها عن الرضا مقولة (قيل للسعادة أين تسكنين قالت في قلوب الراضين».

وقال خالد: «هناك علاقة بين الرضا والجمال وهي أنه كلما كنت راضيًا كلما رأت عيناك ووقعت على الأشياء الجميلة في الحياة، فتسعد نفسك بها ويبتسم وجهك، ويرتاح قلبك؛ وكلما كنت غير راضٍ ومكتئبا، تكون قدرتك على رؤية الأشياء السلبية كبيرة وتشعر بالحزن والكآبة، ومعنى الرضا هو إنك لا ترى الشيء الإيجابي وفقط، بل ترى الأشياء الجميلة وكذلك الأشياء غير الجميلة، ولكن عينك، ورؤيتك تُفضِّل وتميل إلى الأشياء الجميلة أكثر من غيرها، وهذه من ثمرات الرضا».

وتحدث خالد عن والد أحمد، قائلًا: «هو اللواء أركان حرب طيار قدري عبدالحميد، وهو مسجل في موسوعة جينيس للأرقام القياسية باعتباره أكثر طيار مصري أسقط طائرات للعدو الصهيوني سنة 73 في حرب أكتوبر المجيدة، وحصل على المركز الأول كأفضل مقاتل حربي من القوات الجوية الأمريكية، وتم تصنيفه كأحد أفضل الطيارين في العالم؛ ويوم وفاة الشهيد البطل، احتضنت أحمد وقلت له هل أنت راضٍ؟ فرد عليَّ ودموعه تسيل على وجنتيه: «نعم راضٍ»، ووقف على قبر والده وقال (موعدنا عند الحوض مع النبي صلى الله عليه وسلم يا أبي، وحقًا كان حينها راضيًا فالرضا ليس شعارًا وإنما الرضا يظهر وقت الأزمات».

من جهته، قال أحمد: «لم أعرف معنى الرضا أبدًا في حياتي، عرفته أول مرة حين توفي والدي، وهناك آية أحبها في القرآن الكريم «ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون»، فعند وفاة والدي جلست مع نفسي أفكر هل أرضى وأتقرب إلى الله أم سأبتعد، فصبرت، ورضيت وكنت في أكثر وقت قريب فيه من الله وتذوقت حلاوة أن أكون عبدًا لله حينها».